ميثاق لوزان

مقدمة

نحن أعضاء كنيسة يسوع المسيح المشاركين من أكثر من 150 دولة في المؤتمر الدولي للكرازة بالإنجيل حول العالم والمنعقد في لوزان.

مبارك الله من أجل خلاصه العظيم، ومن أجل الشركة التي لنا مع شخصه المبارك، ومع بعضنا البعض.

إننا نشعر بقلق بالغ تجاه ما يصنعه الله في هذه الأيام، نادمين على فشلنا وتقصيرنا في أداء مهمتنا وهي الكرازة بالإنجيل. ولأننا نؤمن بأن الإنجيل هو أخبار الله السارة لكل العالم، لذلك قررنا بنعمته أن نطيع مأمورية المسيح وهي أن نعلنه لكل البشر، وأن نتلمذ جميع الأمم. ولذا نرغب في تأكيد إيماننا وعزيمتنا ونعلن عن ميثاقنا.

1- غرض الله

نؤكد إيماننا بالله الواحد الأزلي الأبدي، خالق ورب العالم، الآب والابن والروح القدس، ضابط كل الأشياء حسب رأي مشيئته، الذي دعى أناس للإنفصال عن هذا العالم لنفسه، ثم أرسل شعبه مرة أخرى إلى العالم ليكونوا خدامه وشهوده لامتداد ملكوته، وبنيان جسد المسيح، وتمجيد اسمه.

نعترف بالخزي، لأننا غالبًا ما أنكرنا دعوتنا، وفشلنا في مهمتنا، إما باندماجنا في العالم، أو بالانسحاب من مهمتنا. ومع ذلك لنا أن نبتهج أنه مع أننا نحمل الإنجيل في أوانينا الخزفية، إلا أنه يبقى أغلى كنـز، لذلك نرغب في تكريس أنفسنا من جديد لكي نجعل هذا الكنـز معروفًا بقوة الروح القدس.

(إش 40: 28؛ مت 28: 19؛ أف 1: 11؛ أع 15: 14؛ يو 17: 6، 18؛ أف 4: 12؛ 1كو 5: 10؛ رو 12: 2؛ 2كو 4: 7).

2- سلطان وقوة الكتاب المقدس

إننا نؤكد على الوحي الإلهي، وصدق وسلطان أسفار العهدين القديم والجديد، وأن هذه الأسفار في مجملها هي كلمة الله الوحيدة المكتوبة بدون خطأ في كل ما أعلنته، والقاعدة الوحيدة المعصومة للإيمان والسلوك العملي.

كما نؤكد أيضا على قوة كلمة الله لتحقيق هدف الله من الخلاص، وأن رسالة الكتاب المقدس موجهة إلى جميع البشر، وأن إعلان الله في المسيح والأسفار المقدسة ثابت غير قابل للتغيير، ومن خلال هذا الإعلان لازال الروح القدس يتحدث اليوم، وينير عقول شعب الله على مختلف ثقافتهم ليدركوا الحق بأنفسهم، وهكذا يكشف للكنيسة الجامعة أكثر من أي وقت مضى الكثير من حكمة الله المتنوعة.

(2تي 3: 16؛ 2بط 1: 21؛ يو 10: 35؛ إش 55: 11؛ 1كو 1: 21؛ رو 1: 16؛ مت 5: 17، 18؛ يه 3؛ أف 1: 17، 18؛ 3: 10، 18).

3- تفرد وعالمية المسيح

نُؤكّدُ بأنّ هناك مخلص واحد فقط، وإنجيل واحد فقط، رغم أن هناك تنوع واسع في مباشرة العمل التبشيري. نحن نعترف بأن كل شخص لديه بعض من المعرفة عن الله من خلال إعلانه العام في الطبيعة.   ولكننا ننكر أن هذا يمكن أن يُخلّص، لأن الناس يطمسون الحقيقة بسبب شرهم وإثمهم.

كما نرفض الانتقاص من قدر المسيح والانجيل بأي نوع من التوافقية بين المعتقدات، وكذلك نرفض أي حوار يشير ضمنًا إلى أن المسيح يتكلم من خلال الاديان والعقائد. فيسوع المسيح، هو الإله المتأنس الوحيد، الذي بذل نفسه  فدية من أجل الخطاة، وهو الوسيط الوحيد بين الله والناس، وليس هناك اسم آخر به ينبغي أن نخلص.

إن جميع البشر أموات بالذنوب والخطايا، ولكن الله يحب الجميع، ولا يريد أن يُهلك أناس بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة. أما الذين يرفضون المسيح ويُنكرُون بهجةَ الخلاص، يحكمون على أنفسهم بالانفصال الأبدي عن الله.

أن نعلن يسوع “مخلص العالم” لا يعني أن جميع الناس سيخلصون تلقائيا أو في نهاية المطاف، ولا يؤكد بأن كل الديانات تقدم الخلاص في المسيح، بل إنه إعلان عن محبة الله لعالم الخطاة ولدَعوة كُلّ شخصِ للتجاوب معه كمخلص ورب والتعهد الشخصي بالتوبة والإيمان القلبي الصادق. فيسوع المسيح قد رفعه الله وأعطاه اسمًا فوق كل اسم آخر، ونحن  نشتاق إلى اليوم الذي فيه ستجثو له كل ركبة ويعترف كل لسان أنه رب.

(غل 1: 6-9؛ رو 1: 18-32؛ 1تي 2: 5، 6؛ أع 4: 12؛ يو 3: 16-19؛ 2بط 3: 9؛ 2تس 1: 7-9؛ يو 4: 42؛ مت 11: 28؛ أف 1: 20، 21؛ في 2: 9-11).

4- طبيعة الكرازة بالإنجيل

أن نكرز بالإنجيل هو أن ننشر الأخبار السارة بأن يسوع المسيح مات من أجل خطايانا، وأنه قام من بين الأموات حسب الكتب، وبما أنه الرب صاحب السلطان فهو الآن يمنح غفران الخطايا ومواهب العتق بالروح  القدس لجميع الذين تابوا وآمنوا.

إن وجودنا كمؤمنين في العالم أمر لا غنى عنه للكرازة بالإنجيل، وكذلك الحوار الذي يهدف الى الاستماع بحس مرهف بغرض الفهم. لكن الكرازة بالإنجيل في حد ذاتها هي الإعلان عن المسيح المستعلن في التاريخ والكتاب المقدس أنه المخلص والرب، بغية حث الناس للمجيء اليه شخصيًا وهكذا يتصالحوا مع الله.

في إصدار الدعوة لقبول الإنجيل ليست لدينا الحرية في إخفاء تكلفة التلمذه. فيسوع  لا يزال يدعو جميع الذين يتبعونه أن ينكروا أنفسهم، ويحملون الصليب، والانضمام إلى جماعته الجديدة.

إن ثمار الكرازة بالإنجيل تتضمن طاعة المسيح، والاندماج في كنيسته، ومسئولية الخدمة في العالم.

(1كو 15: 3، 4؛ أع 2: 32-39؛ يو 20: 21؛ 1كو 1: 23؛ 2كو 4: 5؛ 5: 11، 20؛ لو 14: 25-33؛ مر 8: 34؛ أع 2: 40؛ 47؛ مر 10: 43-45).

5- المسئولية الاجتماعية للمؤمن

نُؤكّدُ بأنّ الله هو الخالق وهو أيضًا ديان كُلّ البشر. لذا يَجِبُ أَنْ نشاركه اهتمامه بتحقيق العدالة والمصالحة في كافة أنحاء المجتمع البشري، ولتحرير البشر جميعًا مِنْ كُلّ أنواع الظلمِ والاضطهاد.

ولأن البشر جميعًا مخلوقين على صورةِ الله. فكُلّ شخص، بغض النظر عن العرق أو الدينِ أو اللونِ أو الثقافةِ أو الطبقة أو الجنسِ أَو العُمرِ، لَهُ كرامةُ جوهريةُ، ولهذا السبب يَجِبُ أَنْ يُحتَرمَ ويُخْدَمَ، ولا يُسْتَغْلَّ.

هنا أيضاً نَبدي الندم سواء على إهمالِنا في الكرازة، أو أحياناً لأننا نعتبر أنه لايمكن الجمع بين  الكرازة بالإنجيل واهتماماتنا الاجتماعية. ورغم من أن المصالحةِ مَع الناسِ الآخرينِ لَيسَت مصالحةً مَع الله، ولا هي عملِ اجتماعي للكرازة بالإنجيل، ولا هي سياسة للتحريرِ والخلاص، لكن على الرغم من هذا نُؤكّدُ بأنّ الكرازة بالإنجيل والمشاركة السياسية والاجتماعيِة كلاهما جزء من واجبِنا المسيحيِ. كلاهما ضروري للتعبير عن تعاليمنا عن الله والإنسان، ومحبتنا لجارنا، وطاعتنا ليسوع المسيح.

إن رسالة الخلاص تتضمن أيضا رسالة إدانة لكل شكل من أشكال العزل والقمع والتمييز، ويجب علينا ألا نخشى من شجب الشر والظلم أينما وجد.

عندما يَقبل الناس المسيح فإنهم يولدون ثانية وينضمون إلى ملكوته، وعليهم أن يسعوا ليس فقط إلى إظهار الحياة الجديدة، لكن أيضًا إلى نشر برهم في وسط عالم أثيم.

إن الخلاص الذي ندعو إليه يجب أن يحدث تحولاً في كافة مسئولياتنا الشخصية والاجتماعية. فإيمان بدون أعمال ميت.

(أع 17: 26، 31؛ تك 18: 25؛ إش 1: 17؛ مز 45: 7؛ تك 1: 26، 27؛ يع 3: 9؛ لا 19: 18؛ لو 6: 27، 35؛ يع 2: 14-26؛ يو 3: 3، 5؛ مت 5: 20؛ 6: 33؛ 2كو 3: 18؛ يع 2: 20).

6- الكنيسة والكرازة بالإنجيل

إننا نؤكد بأن المسيح أرسل شعبه المفدي إلى العالم كما أرسله الآب،  وهذا يدعو إلى فهم العالم بشكل مماثل عميق ومكلف. نَحتاجُ إلى الهُرُوب مِنْ انحسارنا الكنسي وأن نندمج داخل مجتمعاً غير مسيحيَ. في رسالة الكنيسة للتبشير خدمة تضحية بصفة أساسية. الكرازة بالإنجيل في العالم تتطلب الكنيسة كلها لإتخاذ الإنجيل كله إلى العالم كله.

إن الكنيسة هي في صميم غرضِ الله الكوني وهي وسيلته لنشر الانجيل. لكن الكنيسة التي تبشر بالصليبَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ هي نفسها حاملة لسمات الصليبِ. وعندما تخون الإنجيل أو تفتقر الى حياة الايمان بالاستناد على الله، أو الحب الحقيقي للناس، أو الأمانة المدققة في كل شيء بما في ذلك النواحي الوظيفية والمالية تصبح حجر عثرة في الكرازة بالإنجيل.

إن الكنيسة هي جماعة شعب الله وليست مؤسسة، ويجب ألا تنحاز إلى أي نظام ثقافي أو اجتماعي أو سياسي، أو أي إيديولوجية بشرية.

(يو 17: 18؛ 20: 21؛ مت 28: 19، 20؛ أع 1: 8؛ 20: 27؛ أف 1: 9، 10؛ 3: 9-11؛ غل 6: 14، 17؛ 2كو 6: 3، 4؛ 2تي 2: 19-21؛ في 1: 27).

7- التعاون في مجال الكرازة بالإنجيل

نُؤكّدُ بأنّ وحدةَ الكنيسةَ المرئيةَ هي قصد الله. والكرازة بالإنجيل تدعونا أيضاً إلى الوحدةِ، لأن وحدتنا تقوّي شهادتنا، كما أن إنشقاقنا يُقوّضُ إنجيل المصالحةِ الذي نكرز به. مع أننا ندرك بأن تلك الوحدةِ التنظيميةِ قَدْ تَتّخذُ أشكالاً عديدة ولا يتبعها بالضرورة كرازة بالإنجيل. إلا أننا نحن الذين نَشتركُ في نفس الإيمانِ الكتابي يَجِبُ أَنْ نتحد بأمانة في الشركة والعملِ والشهادة. وعلينا أن نَعترفُ بأنَّ شهادتَنا في بعض الأحيان قد فسدت مِن قِبل نزعتنا الفردية الشرّيرة، وإلإزدواجية التي لا داعي لها.

إننا نعاهد أنفسنا على السعي إلى إنسجام أعمق في الحق، والعبادة والقداسة والتبشير. كما نطالب بإلحاح على تنمية التعاون الاقليمي والوظيفي لتعزيز الإرسالية الكنسيةِ، من أجل التخطيط الاستراتيجي، والتشجيع المتبادل، ومشاركة الموارد والخبرات.

(يو 17: 21، 23؛ أف 4: 3، 4؛ يو 13: 35؛ في 1: 27؛ يو 17: 11-23).

8- كنائس في الشراكةِ الكرازية

إننا نَبتهجُ بأنّ عصر تبشيري جديد قد بدأ. ومع أنّ الدورَ المهيمنَ للإرساليات الغربيةِ آخذ في التلاشي بسرعة، إلا أن الله يقيم مِنْ الكنائسِ الصغرى مصدرًا جديدًا عظيمًا للكرازة بالإنجيل في العالم، مما يدل على أن مسئولية التبشير تعود إلى جسد المسيح بأكمله. لذا يجب على جميع الكنائس أن تسأل الله وأنفسها على ما يجب أن تقوم به سواء للوصول إلى منطقتهم، وأيضًا لإرسال مبشرين إلى أجزاء أخرى من العالم.

إن إعادة تقييم مسئوليتنا ودورنا التبشيري ينبغي أن يكون مستمرًا، وهكذا تنمو الشراكة بين الكنائس وتتطور، والخاصية العالمية لكنيسة المسيح تستعلن بأكثر وضوح.

علينا أيضا أن نشكر الله على الوكالات التي تعمل في ترجمة الكتاب المقدس، والتعليم اللاهوتي، ووسائل الإعلام، والأدب المسيحي، والكرازة بالإنجيل، والإرساليات، وتجديد الكنائس وغيرها من المجالات المتخصصة. وينبغي على هذه الوكالات أيضًا أن يتعهدوا بمواصلة الفحص الذاتي لتقييم فعاليتهم كجزء من إرسالية الكنيسة.

(رو 1: 8؛ في 1: 5؛ 4: 15؛ أع 13: 1-3؛ 1تس 1: 6-8).

9- الضرورة الملحّة للمهمة الكرازية

أكثر مِنْ 2 مليار و700 مليون شخص، أي أكثر مِنْ ثلث البشر جميعًا، إلى الآن لَمْ يكرز لهم بالإنجيل. نشعر بالخجل أن الكثيرين قد أُهملوا، إنه توبيخ لنا وللكنيسة كلها. ومع ذلك، فهناك الآن، قبول للرب يسوع المسيح لم يسبق له مثيل في أجزاء كثيرة من العالم.

ونحن مقتنعون بأن هذا هو الوقت المناسب للكنائس والوكالات شبه الكنسية، للصلاة بجدية من أجل خلاص من يتعذر الوصول إليهم، وإلى إطلاق جهود جديدة لتحقيق الكرازة بالإنجيل في العالم.

إن الحد من الإرساليات والتمويل الأجنبيِ في البلاد التي بها كرازة بالإنجيل، في بعض الأحيان يكون ضروريًا لتسهيل نمو الكنيسة الوطنية في الاعتماد على الذات، ومن ثمّ توجيه الدعم إلى المناطق التي لم تصلها البشارة بالإنجيل. فينبغي على المبشرين أن يتحركوا بحرية أكثر من أي وقت مضى من وإلى جميع القارات الست بروح الخدمة المتواضعة. وينبغي أن يكون الهدف – بكل الوسائل المتاحة، وفي أقرب وقت ممكن – هو أن كل شخص تتاح له الفرصة لسماع، وفهم، وقبول الإنجيل (الأخبار السارة). ولا يمكننا أن نأمل في تحقيق هذا الهدف دون تضحيات.

كلّنا مَصْدُومون مما يعانيه الملايينِ من فقر مدقع، وونزعج من الظلمِ الواقع عليهم والمتسبب في ذلك الفقر. إن البعض منا من الذين يحيون حياة الغنى والوفرة ممن يقبلون مهمتنا، عليهم أن يحيوا حياة بسيطة من أجل المساهمة بسخاء لأعمال الإغاثة وأيضًا الكرازة بالإنجيل.

(يو 9: 4؛ مت 9: 35-38؛ رو 9: 1-3؛ 1كو 9: 19-23؛ مر 16: 15؛ إش 58: 6، 7؛ يع 1: 27؛ 2: 1-9؛ مت 25: 31-46؛ أع 2: 44، 45؛ 4: 34، 35).

10- الكرازة بالإنجيل والثقافة

إن تطوير استراتيجيات من أجل الكرازة في العالم يدعو إلى أساليب إبداعية رائدة. وبمشيئة الله ، ستكون النتيجة نشوء كنائس متجذرة في المسيح ومتصلة إتصالاً وثيقًا بثقافتهم. ولكن يجب أن تختبر الثقافة دائمًا ويحكم عليها في ضوء الكتاب المقدس. ولأن البشر هم مخلوقات الله، فالبعض من ثقافتهم غنية بالجمال والخير. ولأنهم سقطوا، فالكل تلوث بالخطية والبعض منهم مسه الشيطان.

إن الإنجيل لا يفترض مسبقًا تفوق أي ثقافة على الثقافات الأخرى، ولكنه يقيّم جميع الثقافات وفقًا لمعاييره الخاصة من الحق والبر، ويصر على المطلقات الأخلاقية في كل ثقافة.

إن الإرساليات كثيرًا ما تُصدّر الثقافة الغربية مع الانجيل، والكنائس في بعض الأحيان تكون في عبودية للثقافة بدلا من الكتاب المقدس.

إن المبشرين بالمسيح يجب أن يسعوا بتواضع ليفرغوا أنفسهم للجميع، ما عدا مصداقيتهم الشخصية لكي يصبحوا خدامًا للآخرين ، ويجب على الكنائس أن تسعى لتحويل واثراء الثقافة، ليؤل الكل لمجد الله.

(مر 7: 8، 9، 13؛ تك 4: 21، 22؛ 1كو 9: 19-23؛ في 2: 5-7؛ 2كو 4: 5).

11- التعليم والقيادة

علينا أن نعترف بأنه في بعض الأحيان نسعى لنمو الكنيسة على حساب عمق الكنيسة، ونفصل التبشير عن التنشئة المسيحية. علينا أيضا أن نعترف بأن بعض إرساليتنا كانت بطيئة جدًا في تجهيز وتشجيع القيادات الوطنية لتحمل مسئولياتها الشرعية. ومع ذلك فإننا ملتزمون بالمبادئ الأصلية، وعلى المدى البعيد سيكون لكل كنيسة قادة وطنيين يظهرون النمط المسيحي للقيادة من حيث الخدمة وليس الهيمنة.

ونحن نعترف بأن هناك حاجة كبيرة لتحسين التعليم اللاهوتي ، لا سيما بالنسبة لقادة الكنيسة. ففي كل أمة وثقافة ينبغي أن يكون هناك برنامج تدريبي فعال للقسوس والعلمانيين في العقيدة ، والتلمذة، والكرازة بالإنجيل، والرعاية والخدمة. مثل هذه البرامج التدريبية يَجِبُ ألا تَعتمدَ على أيّ منهجية نمطية، ولكن يَجِبُ أَنْ تتطوّرَ بالمبادراتِ المحليّةِ المبدعةِ طبقاً لمعاييرِ الكتاب المقدس.

(كو 1: 27، 28؛ أع 14: 23؛ تي 1: 5، 9؛ مر 10: 42-45؛ أف 4: 11، 12).

12- الحرب الروحية

نؤمن بأننا منخرطون في حرب روحية دائمة مع رؤساء وسلاطين الشر، الذين يسعون لقلب الكنيسة وإحباط مهمة الكرازة بالإنجيل في العالم. ولكننا نَعْرفُ أن حاجتَنا هي تَجهيز أنفسنا بدرعِ الله وخَوْض هذه المعركةِ بأسلحةِ الحق الروحيةِ والصلاةِ، حتى نَكشفُ عن نشاطَ عدونا، لَيسَ فقط في العقائدِ الخاطئةِ التي من خارج الكنيسةِ، لكن أيضاً التي من داخل الكنيسة في التعاليم المزيفة التي تشوّه الكتاب المقدّسَ وتضعَ الناسَ في مكانِ الله. إننا في حاجة إلى اليقظة والفطنة على حد سواء للحفاظ على الإنجيل المقدس.

ونقرّ بأننا لسنا محصنون ضد الأفكار والأعمال الدنيوية، وهذا هو الاستسلام للعلمانية. وعلى سبيل المثال، بالرغم من الدِراساتِ المتأنية في نمو الكنيسةِ، وأن كل من النمو العددي والروحي، صحيح وثمين، إلا أننا في بعض الأحيان نهملهما. وفي أوقات أخرى، رغبة منا في ضمان وجود استجابة للإنجيل، نشوه رسالتنا، نتلاعب بسامعينا من خلال تقنيات الضغط، ونصبح منشغلين بلا مبرر بالإحصاءات أو حتى بعدم الأمانة في استخدامنا لها. وكلها أمور عالمية.

يَجِبُ أَنْ تَكُونَ الكنيسة في العالمِ؛ ولكن لا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ العالم في الكنيسةِ.

(أف 6: 12؛ 2كو 4: 3، 4؛ أف 6: 11، 13-18؛ 2كو 10: 3-5؛ 1يو 2: 18-26؛ 4: 1-3؛ غل 1: 6-9؛ 2كو 2: 17؛ 4: 2؛ يو 17: 15).

13- الحرية والاضطهاد

إن الله هو الذي يُعيّن واجبات كل حكومة لضمان شروط السلام والعدالة والحرية، وعلى الكنيسة طاعة الله، وخدمة الرب يسوع المسيح ، والتبشير بالإنجيل دون عائق. لذا فإننا نصلي من أجل قادة الدول، وندعوهم إلى ضمان حرية الفكر والضمير، وحرية ممارسة ونشر الدين وفقًا لمشيئة الله، وعلى النحو المبين في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

كما أننا نعرب عن قلقنا العميق بخصوص جميع الذين تعرضوا للسجن ظلمًا، وخصوصًا بالنسبة لأولئك الذين سجنوا من أجل شهادتهم للرب يسوع. ونعد بالصلاة والعمل من اجل حريتهم، وفي الوقت نفسه نحن نرفض أن يخيفنا مصيرهم. الله يساعدنا، ونحن أيضا سوف نسعى إلى الوقوف ضد الظلم وأن نظل أوفياء للإنجيل، مهما كانت التكلفة. ونحن لا ننسى تحذيرات يسوع أن الاضطهاد أمر لا مفر منه.

(1تي 1: 1-4؛ أع 4: 19؛ 5: 29؛ كو 3: 24؛ عب 13: 1-3؛ لو 4: 18؛ غل 5: 11؛ 6: 12؛ مت 5: 10-12؛ يو 15: 18-21).

14- قوة الروح القدس

نُؤمنُ بقوَّةِ روحِ القدس. أرسلَ الآب روحُه ليشهد عن ابنِه؛ وبدون شهادِته تكون شهادتنا بلا جدوى. إن الإدانة بالخطية، والإيمان بالمسيح، والولادة الجديدة، والنمو المسيحي كُلّها أعمال الروح القدس.

أيضًا الروح القدس هو روح الإرسالية، وبالتالي فإن الكرازة بالإنجيل ينبغي أن تنشأ عفويًا من الروح القدس الذي يملأ الكنيسة. وأي كنيسة لَيستْ كنيسة تبشيرية هي تُناقضُ نفسها وتخمد الروحَ.

إن إمكانية التبشير المسيحي في جميع أنحاء العالم سوف تصبح واقعية فقط عندما يجدد الروح الكنيسة في الحق والحكمة والايمان والقداسة، والحب والقوة. لذا فإننا ندعو جميع المؤمنين للصلاة من أجل زيارة من روح  الله ذو السيادة حتى يظهر كل ثمره في جميع شعبه، وأن تثري كل مواهبه جسد المسيح، وعندئذ فقط سوف تصبح الكنيسة أداة مناسبة في يديه، وتسمع كل الأرض صوته.

(1كو 2: 4؛ يو 15: 26، 27؛ 16: 8-11؛ 1كو 12: 3؛ يو 3: 6-8؛ 2كو 3: 18؛ يو 7: 37-39؛ 1تس 5: 19؛ أع 1: 8؛ مز 85: 4-7؛ 67: 1-3؛ غل 5: 22، 23؛ 1كو 12: 4-31؛ رو 12: 3-8).

15- مجئ المسيح

نحن نؤمن بأن يسوع المسيح سيعود شخصيًا وبشكل منظور، بقوة ومجد، لإتمام الخلاص والدينونة. إن وعدِ مجيئه حافز آخر لدعوتنا للكرازة بالإنجيل، لنَتذكّرُ كلماتَه بأنّ الإنجيلَ يَجِبُ أَنْ يكرز به لجميع الأمم.

إننا نؤمن بأن الفترة الفاصلة ما بين صعود المسيح ومجيئه يجب أن  تُشغل بإرسالية شعب الله، الذين ليسوا لديهم الحرية في أن يتوقفوا قبل النهاية. وعلينا أيضا أن نتذكر أن تحذيره بأنه سيأتي مسحاء كذبة وأنبياء كذبة إنما كبادرة لمجيء ضد المسيح النهائي. لذا نرفض الافتخار، وحلم الثقة بالذات أنه يمكن لشعوب الأمم  أن تبني مدينة فاضلة على الارض.

إن ثقتنا المسيحية بأنّ الله سيكمل مملكتَه، ونحن نتطلع بشغف إلى هذا اليوم، وإلى السماءِ الجديدة والأرضِ الجديدةِ التي سَيسْكنُ فيها البر والله سيملك إلى الأبد. في هذه الأثناء، نكرس أنفسنا لخدمة المسيح والناس بالخضوع بسرور لسلطانه على كلّ حياتِنا.

(مر 14: 62؛ عب 9: 28؛ مر 13: 10؛ أع 1: 8-11؛ مت 28: 20؛ مر 13: 21-23؛ يو 2: 18؛ 4: 1-3؛ لو 12: 32؛ رؤ 21: 1-5؛ 2بط 3: 13؛ مت 28: 18).

الخلاصة

لذلك ، على ضوء إيماننا وعزمنا، ندخل في ميثاق جدّي مع الله ومع بعضنا البعض، للصلاة، وللتخطيط للعمل معا من أجل الكرازة بالإنجيل في العالم كله. ونحن ندعو الآخرين للانضمام إلينا. فليساعدنا الله بنعمته ولمجده أن نكون أوفياء لعهدنا هذا! آمين ، هللويا!